غرائب المسائل الفقهية في كتب التراجم، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي أنموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بقسم اللغة العربية وآدابها كلية الآداب – جامعة بورسعيد

المستخلص

يُعد كتاب (طبقات الشافعية الكبرى)، للإمام السبكي من أتم ما صنف في تراجم الشافعية، أورد فيه من الفوائد والغرائب دررًا لا توجد في غيره.
ومن هذه الفوائد؛ غرائب المسائل الفقهية لمن ترجم لهم في طبقاته، وقد أطلعنا السبكي على أهمية معرفة مثل هذا النوع من العلم، وأعني به معرفة غرائب المسائل الفقهية، فإن المرء لا يكون فقيهًا إذا اقتصر على ما عليه الفُتيا، ولم عرف علم الخلاف، فإن هذا هو المضيع للفقيه.
وقد أورد السبكي لمن ترجم لهم في طبقاته كثيرًا من غرائب المسائل الفقهية قلما توجد في مظانها في مصنفات فقه المذهب الشافعي المشهورة.
ولم يكن هدف الإمام السبكي هذه المصنفات الفقهية المشهورة يستخرج منها الغرائب، بل أعرض عنها إلى غيرها من المصنفات غير المألوفة لأعلام المذهب يستخرج منها الفوائد والغرائب الفقهية.
ولم يكن السبكي ناقلًا لتلك الغرائب فحسب، بل كان متعقبًا لها، ومدافعًا –في بعض الأحيان- عن أصحابها بنفي  تفردهم بتلك الأقوال، أو نفي الغرابة عنها.
وقد تنوعت أسباب الغرابة عند السبكي في طبقاته، منها ما يتصل بالمذهب الشافعي، ومنها ما كان خارجًا عنه.
ولا شك أن مثل هذه الدراسات تشتد الحاجة إليها وبخاصة في وقتنا المعاصر، الذي اتجه فيه بعض المعاصرين إلى نقل غرائب المسائل وشواذها إلى عامة الناس، يريد أن يجعلها مذهبًا يتبعونه، ليُلْبس عليهم أحكام دينهم، فيُعْرِض عليهم الأقوال الفقهية دون تمييز أو ترجيح بينها، فيضع أمامهم المعتمد، والغريب والشاذ، والراجح والمرجوح، ليختاروا منها ما شاءوا، وأنَّى لهم ذلك؟ بل وقد يجعل ما هو مخالف للإجماع، أو النصوص قطعية الدلالة مذهبًا واجب الاتباع!
فتأتي الدراسة لإلقاء الضوء على تلك الغرائب من خلال كتب التراجم – وبخاصة طبقات السبكي- واستجلاء أسبابها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية