الاستلزام الحواري في آيات التبشير والإنذار نماذج تطبيقية من الاستلزام الحواري في الأساليب الإنشائية

يقدم البحث محاولة لدراسة الاستلزام الحواري في آيات التبشير والإنذار – بوصفه جزءًا من الدراسة التداولية - من خلال دراسة الاستلزام الحواري عند علماء العرب القدماء نحو: ( الجاحظ، وعبد القاهر الجرجاني، والسكاكي ) حيث نجد أن علماء العرب القدماء قد أدركوا مفهوم الاستلزام الحواري ووظفوه، في دراستهم، ومؤلفاتهم خاصة دراسة قضايا المعنى وخاصة في دراسة علوم البلاغة، غير أنهم لم يستعملوا مصطلح الاستلزام الحواري وهذا أمر بديهي لأن المصطلح لم يظهر إلا على يد بول غرايس في اللسانيات الحديثة.
ثم يعرض البحث لدراسة الاستلزام الحواري في اللسانيات الغربية، فيعرض للمصطلح ونشأته على يد بول غرايس مع التركيز على إبراز دوره في بناء نظرية الاستلزام الحواري، ويحاول أن يرصد بعض مما ورد من تعريفات الاستلزام الحواري ، وكذلك أنواع الاستلزام عند غرايس : الاستلزام التقليدي ، والاستلزام الحواري، وإبراز دور غرايس في تأسيس مبدأ التعاون وقواعده : قاعدة الكم والكيف والعلاقة والأسلوب.
ويحاول البحث أهمية الاستلزام الحواري في الدراسة التداولية حيث يكتسب الاستلزام الحواري أهمية كبيرة في الدراسة التداولية بوصفه أداةً تحليلية مهمة في الدراسات التداولية؛ لأنه يكشف أبعادًا خفية في التواصل ويسهم في فهم عميق لآليات الحوار وأدوار المتحدثين والمستمعين، يساعد في كشف الرسائل الضمنية أو غير المباشرة التي يقصدها المتحدث، والتي قد تكون ضرورية لفهم النص أو الخطاب بعمق.
ثم يوضح البحث مفهوم الاستلزام الحواري في آيات التبشير والإنذار، وأنماطه، وأهميته في فهم المعاني غير المباشرة في آيات التبشير والإنذار، ثم يقدم البحث نماذج تطبيقية من الاستلزام الحواري في الأساليب الإنشائية ( الاستفهام، الأمر، النهي) في آيات التبشير والإنذار في القرآن الكريم.