الطبيعة وتحولات الحِجَاج السَّردي في مقامات السَّرَقُسْطِي (ت538هـ ) المقامة "البحرية" نموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية دار العلوم- جامعة الفيوم

المستخلص

السَّرَقُسْطِي (ت 538هـ) أحد الأدباء الذين عاشوا في فترة حكم ملوك الطوائف والمرابطين في العصر الأندلسي، وقد شُهر بمقاماته التي بلغت خمسين مقامة، وفيها استلهم هذا الكاتب – كغيره من الأدباء الأندلسيين –الطبيعة، وكان من مظاهر استدعائه لها أن اتخذ بعض عناصرها موضوعًا لبعض هذه المقامات؛ كما في المقامة البحرية التي عُقدت لها هذه الدراسة، وقد دار حديثه فيها – وهو ما يتضح من عنوانها – حول البحر؛ إذ أفاد من طبيعته وتقلب أحواله في جعل بطل هذه المقامة يتبنى منه موقفين متناقضين، يخدمان حيلته التي اصطنعها لتحقيق مآربه.
لقد تباين موقف بطل المقامة البحرية من البحر؛ إذ خوف مستمعيه أولًا من ركوبه، وصدفهم عن السفر خلاله، ثم لما فطن فريق منهم من البحارة إلى مكره واحتياله؛ بادروه بالأموال واللهى؛ وعلى إثر هذا عدل في اليوم التالي عن موقفه الأول، ونجح بطلاوة حديثه وفاعلية حُججه في أن يقنع هؤلاء المستمعين أنفسهم بجدوى ركوب البحر، ولما كان هذا التباين قد احتاج من هذا البطل أن يستفرغ جهده في التبرير لتحوله والحِجَاج عنه في الحالين، فقد جاءت فكرة هذا البحث الذي درس تقنيات هذا الحِجَاج، ورصد كيف توسل – لإحداث التأثير المطلوب - بعناصر السرد أهم العناصر التكوينية في هذه المقامة؛ ولإماطة اللثام عن طبيعة هذه الممازجة أو التآزر بينهما بدأت هذه الدراسة بتمهيد عرض – بشكل موجز – لموضوعين؛ الأول: الطبيعة في الأدب الأندلسي، والثاني: الحِجَاج وبنية المقامة، ثم تناول البحث بعد ذلك تم التطرق العناصر أو التقنيات الفاعلة في الموضوع، وهي: الاستهلال، والحيلة وجدلية الخفاء والتجلي، وحجة السُّلطة، والحجة البراغماتية، وحجة العاطفة، وحجة التبادل، أعقب ذلك خاتمة بأهم النتائج، ثم ثبت بأهم المصادر والمراجع. 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية