جدلية العلائق والتقاطعات الفلسفية بين المنطق وعلم الكلام لدى الإباضية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الفلسفة الإسلامية المساعد كلية دار العلوم- جامعة الفيوم

المستخلص

يناقش هذا البحث الموسوم بعنوان "جدلية العلائق والتقاطعات الفلسفية بين المنطق وعلم الكلام لدى الإباضية" إشكالية التعالق بين المنطق وعلم الكلام الإباضي؛ إذ وظف متكلمو الإباضية -وبخاصة المتأخرون- المنطق بوصفه أداة "شحذ الأذهان" في دراسة القضايا الكلامية ومباحثها، كما عمدوا إلى إدراج المسائل الطبيعية (دقيق الكلام) لكونها جزءًا من بنية علم الكلام يستخدمونها في إثبات العقيدة ردًا على مقولات الطبائعيين والثنوية والسمنية وغيرهم من الفِرق والتيارات.
ويهدف البحث إلى إثبات موقف متكلمي الإباضية من المنطق، فهل كان موقفًا عدائيًا أم أنّ هؤلاء المتكلمين كانوا أكثر تسامحًا مع مدخل الفلسفة وأكثر تقبلا له ؟ وهل وظف رجال الإباضية الحدود والتصورات في إثبات القضايا الدينية ومحاججة الآخر؟ وإلى أيّ مدى تطور الكلام الإباضي من حيث المنهج والموضوعات ؟
وبالنظر في مؤلفات الإباضية وتراجم أعلامها تبين أنّ الوارجلاني يؤكد على أنّ دراسة المنطق أمر ضروري أو من العلوم الضرورية؛ لأنه وسيلة إيضاح الحق بالقياس الصحيح، المؤيد بالبرهان الصريح.
أما الثميني المصعبي فقد كان متابعا بدقة لمتأخري المتكلمين عامة، الذين عنوا عناية فائقة بالتداخلية بين الفلسفة وعلم الكلام، فقام بتوظيف المنطق والقياس العقلي في خدمة الخطاب الكلامي في مسائل إثبات وجود الله تعالى، ونفي التجسيم، والرؤية وغيرها من المسائل الكلامية.
إنّ أخص ما يميز تيارات الإباضية الكلامية تلك الروح الفلسفية التي ظهرت في متابعة رجالات الفلسفة أمثال الفارابي وابن سينا وغيرهما. هذا بالإضافة إلى تحديد الألفاظ والمصطلحات الكلامية ذات النزعة الفلسفية، مثل مصطلح: واجب الوجود.
أما المنهج الذي اتبعته في هذا البحث هو المنهج الوصفي التحليلي في دراسة آراء الإباضية من مظانها الأساسية، وما تضمنته من إشارات وشروح إلى توظيف المنطق في علم الكلام ومباحثه.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية